Thursday, August 4, 2011

بعض أحكام الصيام

تعريف الصيام :

الصيام لغةً الإمساك ، ومنه قوله تعالى عن مريم: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً}، أي إمساكاً وسكوتاً عن الكلام، وشرعاً إمساك مسلم مميِّز عن المفطرات من الفجر إلى المغرب.

والأصل في وجوبه قبل الإجماع آية { يا أيُّها الذينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ }. وقد كان الصيام في الأمم السابقة لقوله تعالى: {كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ }، ولكن الله خص أمة نبينا محمد بالصيام في شهر رمضان فضلاً منه وكرما، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}.



رمضان - شرائط وجوب الصيام

والصيام ركنٌ من أركانِ الإسلام ، وهوَ واجب على كل : مسلم ، بالغ ، عاقل ، مقيم ، صحيح ، سالم من الموانع

ولا يصح من الكافر الأصلي ولا المرتد ولا يصح من حائض ولا نفساء.

ولا يجب على الصبي، ولكن إذا أكمل عشر سنين قمرية من العمر فإنهُ يؤمر بالصومِ حتّى يعتاد عليه . وإن تركه قبل البلوغ فلا قضاء عليه .

ولا يجب على المجنون ولا قضاء عليه، ولا يجب أداؤه على المريض الذي يضره الصوم، ولا المسافر سفراً طويلاً وعليه القضاء. ولو صام المريض والمسافر صح منهما، وإذا ضرهما حرم عليهما.

ولا يجب على العجوز الفاني مخافة التلف والموت.


فرائض الصيام:

1-
النية:

وهي واجبة لكل يوم من رمضان في ليلته ولا يصح الصيام بدونها

ولا يضر الأكل والنوم والجماع بعد النية وقبل طلوع الفجر.


2-
الإمساك:

الإمساك عن الأكل والشرب وعن إدخال كل ماله حجم، ولو كان أجزاء صغيرة كدخان السيجارة، إلى الرأس أو البطن أو الأمعاء ونحوها من منفذ مفتوح كالفم أو الأنف، أو القبل أو الدبر من الفجر إلى المغرب.

ومن أكل ناسياً أو شرب ولو كثيراً لم يفطر ، ففي الحديث الصحيح "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه" رواه البخاري.

ومن أدخل شئ إلى فمه كإصبعه عمدا فأخرج القيء أفطر، ولو لم يرجع منه شيء إلى الجوف لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من ذرعه القيء (أي غلبه) وهو صائم فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقضِ". رواه الأربعة.
يجب الإمساك عن الجماع وإخراج المني بالاستمناء بنحو اليد والمباشرة فأنه مفطِّر.


مفسدات الصيام

1-
الأكل والشرب عمداً : ولو قدر سمسمة أو أقل عمداً غير مكره عالماً بالتحريم، والشرب ولو قطرة ماء أو دواء.
وكذلك لو أكل مالا يؤكل عادة كالأوراق والخشب فإنه يفطر ، وكذلك لو شرب مالا يشرب كالحبر ونحوه فإنه يفطر .

2-
التقيؤ عمداً ، يفطر ، أمّا من غلبه القيء فإنه لا يفطر ، للحديث "من ذرعه القيء (أي غلبه) وهو صائم فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقضِ". رواه الأربعة.

3-
الحُقن الغذائية : وهي إيصال بعض المواد الغذائية إلى الأمعاء بقصد التغذية ، وكذلك الحقن التي تعطى للدم مباشرة ويقصد منها التقوية ، فهي تفطّر أيضا .

4-
الحيض والنفاس ، فلو طرأ على المرأة حيض أو نفاس ولو قبيل الغروب بقليل أفطرت ، وعليها القضاء .

5-
ويفسد الصيام بالجماع عامداً باختياره نهاراً ذاكراً للصيام ولو لم ينزل المني.

أما الصائم النائم إذا احتلم فلا يفطر، بخلاف خروج المني منه بالمباشرة أو الاستمناء بنحو اليد عمداً لا ناسياً.

ومن استيقظ جنباً من جماع أو غيره. فإنه يصوم نهاره ويغتسل للصلاة. فعن عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جُنُبُ من أهله ثمَّ يغتسل و يصوم"، رواه البخاري.

وتقبيل الزوجة المحرك للشهوة حرام لكنه لا يفطر إذا لم ينزل المني.


ما يجب على المفطر عامداً في رمضان


1)
منه ما يوجب القضاء فقط.

2)
ومنه ما يوجب القضاء والفدية معاً.

3)
ومنه ما يوجب الفدية فقط.

4)
ومنه ما يوجب القضاء والكفارة معاً.



1-
فأما المفطر الذي يجب عليه القضاء فقط هو:

أ?) الذي أفطر بسبب المرض.

ب?) ومن كان في سفرٍ طويلٍ أفطر فيه.

ج) والحائض والنفساء.

د) والحامل والمرضع إن خافتا على أنفسهما. فهؤلاء جميعاً عليهم قضاء كل يومٍ بيومٍ فقط.


2-
أما المفطر الذي يجب عليه القضاء والفدية معاً فهما الحامل والمرضع إن خافتا على ولديهما فأفطرتا فعليهما القضاء والفدية لكل يومٍ.


3-
وأما المفطر الذي يجب عليه الفدية فقط فهو:

أ?)الشيخ العجوز الذي لا يتحمل الصوم أو تلحقه مشقة شديدة فإنه يُفطر، ويفدي عن كل يوم بيومه.


ب?) وكذلك المريض الذي لا يُرجى شفاؤه فلا صوم عليه ولا قضاء، وإنما يجب عليه الفدية فقط


4-
وأما المفطر الذي يجب عليه القضاء والكفارة معاً فهو الذي جامع في نهار رمضان عامداً باختياره ذاكراً للصيام ولو لم ينزل المني فإنه عليه قضاء هذا النهار الذي أفسده كما يجب عليه الكفارة.


والكفارة على هذا الترتيب:

أ?) عتقُ رقبةٍ مؤمنةٍ، وبما أن هذا غيرُ متيسرُ عندنا اليوم فينتقل إلى ما بعده وهو:

ب?) صيام شهرين متتابعين غير يوم القضاء ولو أفطر خلال الشهرين لمرضٍ مثلاً فعليه إعادة صيامهما.

ج) فإن عجز عن الصيام فإطعام ستين مسكيناً لكل مسكين مقدار ما يغدي ويعشي عند أبي حنيفة، وعند الشافعي مدُّ من غالب قوت البلد. فإن عجز عنها كلها استقرت الكفارة في ذمته ولا شيء عليه بدلها.



ويستحب في الصيام أشياء منها:

أ) تعجيل الفطر إذا تحقق من غروب الشمس لقوله صلَّى الله عليه وسلم: "لا يزال الناسُ بخيرٍ ما عجلوا الفطر". ويستحب أن يفطر على رُطبٍ أو تمرٍ فإن لم يجد فعلى ماء وذلك قبل أن يصلي المغرب. ويقول: "اللهمَّ لك صمت وعلى رزقك أفطرتُ"، ولا بدَّ من قبل الإفطار من التحقق من غروب الشمس.

ب) تأخير السحور إلى أخر الليل وقبل الفجر ولو بجرعة ماء.

ج) وكذلك يتأكد في حق الصائم صون لسانه عن الكذب والغيبة والكلام البذيء و غير ذلك من الأمور المحرمة. وفي الحديث الصحيح "رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلاَّ الجوع والعطش" (رواه ابن حبان).
كالذي لا يتورع عن الشتم بغير حق والغيبة وشهادة الزور.

ويباح للصائم عدة أشياء :

أ) السواك للصائم : فهو مستحب للصائم ولغيره ، لعموم قوله صلَّى الله عليه وسلّم : ( لولا أنْ أشقَّ على أمّتي لأمرتُهم بالسّواك ) البخاري

ب) المضمضة والاستنشاق ، لأنه عليه الصلاة والسلام كان يتمضمض ويستنشق وهو صائم ، ولكن لا يبالغ فيهما .

ج) المباشرة والقبْلة للصائم ، إذا كان يتمالكُ نفسه ، أمّا إن كانت نفسهُ ضعيفة ، فعليه الاجتناب .

د) الكحلُ والقطرةُ ونحوهما مما يدخل العينَ ، لأنها لا تصل للحلق وليست في معنى الطعام والشراب .

هـ) الاغتسال وصبّ الماء على الرأس ، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصبّ الماء على رأسهِ وهوَ صائمٌ منَ العطشِ أو منَ الحرِّ ( أبو داود - صحيح )

و) تحليل الدم وضرب الإبر التي لا يقصد بها التغذية .

فاعلم أخي المسلم أن الصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى أهون من الصبر على عذابه، فكف بطنك عن المحرمات وقت الإفطار، وغُض بصرك عن النظر المحرم والكلام البذيء المنهي عنه كالكذب والغيبة وهي ذكرك أخاك المسلم لما يكره لغير سبب شرعي، وكفَّ عن الفحش والخصومة والجفاء والمراء.



روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلَّى الله عليه وسلم قال: "إنما الصوم جنَّة (أي وقاية) فإذا كان أحدهم صائماً فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم إني صائم".



وكف السمع عن الإصغاء إلى كل ما حرم الله الإصغاءُ إليه، وكف بقية الجوارح من اليد والرجل عن المعاصي والآثام والمكاره.



كما يندب في رمضان كثرة الجود، وصلة الرحم، وكثرة تلاوة القرآن، والاعتكاف في المسجد لاسيما في العشر الأواخر من رمضان، وأن يُفطّر الصوام وأن شوتم فليقل أني صائم. والحمد لله أولاً وأخراً

No comments:

Post a Comment